ابن الفحّام التلمساني

 ابن الفحّام التلمساني، واسمه الكامل أبو الحسن علي بن محمد التلمساني، هو عالم جزائري بارز في مجالات الرياضيات والميكانيكا والفيزياء، عاش خلال القرن الرابع عشر الميلادي في مدينة تلمسان، تحت حكم الدولة الزيانية. يُعتبر من أعظم العلماء في عصره، حيث وصفه ابن خلدون بأنه "أكثر رجال عصرنا تبحرًا في مختلف فروع الرياضيات" .(Wikipédia, vitaminedz.com)

أبرز إنجازاته: المنجانة – أول منبّه ميكانيكي في التاريخ

من أشهر اختراعات ابن الفحّام "المنجانة" أو "المنغانة"، وهي ساعة ميكانيكية متقدمة تُعد من أوائل المنبّهات في التاريخ. تم تركيبها لأول مرة في قصر المشور بتلمسان عام 1358م، خلال احتفالات المولد النبوي الشريف، بطلب من السلطان أبي حمو موسى الثاني. تميزت هذه الساعة بتصميمها المعقد، حيث كانت تحتوي على تماثيل وحركات ميكانيكية تُعلن عن مرور كل ساعة بطريقة بصرية وصوتية .(الشروق أونلاين, vitaminedz.com)

كما قام ابن الفحّام بصنع ساعة مائية معقدة في المدرسة البوغانية بمدينة فاس، والتي أذهلت العلماء بتقنيتها المتقدمة.(الشروق أونلاين)

إرثه العلمي وتأثيره

يُعتبر ابن الفحّام من روّاد علم الميكانيكا في العالم الإسلامي، وقد سبق اختراعه للمنبّه الميكانيكي اختراع المنبّه الحديث الذي سجّله الفرنسي أنطوان ريدييه كبراءة اختراع عام 1847م، بخمسة قرون. رغم ذلك، لم يحظَ ابن الفحّام بالشهرة العالمية التي يستحقها، وظلّ اسمه مجهولًا لدى الكثيرين.(الشروق أونلاين)

تكريمات وشهادات تاريخية

أشاد العديد من المؤرخين والرحّالة باختراعات ابن الفحّام، ومنهم أحمد بن المقري ويحيى بن خلدون، الذين وصفوا المنجانة بتفاصيل دقيقة، مشيدين بدقتها وجمال تصميمها. وقد خلد ابن خلدون المنجانة بقصيدة قال فيها:(assayahi.dz, الشروق أونلاين)

يا أمير المسلمينا وجمال العالمينا
والذي حاز المعالـي كلها دنيـا ودينـا
قد مضت لليل خمـس حسنها راق لعيونا
وانقضى النصف فآه هكذا تمضي السنونا
ومت في عز وسعد خالد الملك مكينا(الشروق أونلاين)

إرثه في الذاكرة الجزائرية

يُعد ابن الفحّام رمزًا من رموز العبقرية الجزائرية في العصور الوسطى، وإحياء ذكراه يُسهم في تعزيز الفخر بالتراث العلمي الوطني. من المؤسف أن إنجازاته لم تُدرّس بشكل كافٍ في المناهج التعليمية، مما يستدعي جهودًا لإعادة الاعتبار لهذه الشخصية العلمية الفذّة.

لمزيد من المعلومات حول ابن الفحّام واختراعاته، يمكنك زيارة المقال التالي: (الشروق أونلاين).