تصعيد مفاجئ في التوتر بين واشنطن وموسكو.. وترامب يأمر بنشر غواصات نووية

واشنطن – موسكو | السبت 2 أغسطس 2025

شهدت العلاقات بين الولايات المتحدة وروسيا تصعيدًا مفاجئًا خلال الأيام الماضية، على وقع تبادل تصريحات شديدة اللهجة بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب، والرئيس الروسي السابق ديمتري ميدفيديف، الذي يشغل حاليًا منصب نائب رئيس مجلس الأمن القومي الروسي.

وكان الرئيس الأميركي، الذي عاد إلى البيت الأبيض مطلع العام الجاري، قد تبنى في بداية ولايته الحالية لهجة تصالحية تجاه موسكو، أثارت استغراب حلفاء واشنطن في الغرب، خاصة في ظل استمرار الحرب الروسية على أوكرانيا. إلا أن نبرة ترامب تغيّرت مؤخرًا، معبّرًا عن "خيبة أمل كبيرة" بسبب استمرار روسيا في ضرب أهداف مدنية داخل الأراضي الأوكرانية، مضيفًا أنه لم يعد مهتمًا بالتواصل مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وفي منتصف يوليو/تموز، أعلن ترامب أنه يمنح روسيا مهلة 50 يومًا لوقف عملياتها العسكرية، مهددًا بفرض عقوبات اقتصادية مشددة تشمل رسوماً جمركية بنسبة 100% على الواردات الروسية، بما في ذلك النفط. وبعد أسبوعين فقط، عاد ليقلص المهلة إلى 10 أيام، مشيرًا إلى عدم تلقي أي رد رسمي من موسكو.

الرد الروسي جاء على لسان ميدفيديف، الذي وصف تهديدات ترامب بأنها "خطوة نحو الحرب"، مؤكدًا أن روسيا "ليست إسرائيل أو حتى إيران"، في إشارة إلى الحرب القصيرة التي اندلعت بين البلدين الشهر الماضي، والتي شنت خلالها الولايات المتحدة ضربات على إيران لدعم إسرائيل.

ترامب رد بدوره بتحذير مباشر عبر منصته "تروث سوشيال"، قائلاً: "أخبروا ميدفيديف، الرئيس السابق الفاشل، أنه يدخل منطقة خطيرة جداً"، في إشارة إلى تصريحات المسؤول الروسي الكبير.

وفي المقابل، سخر ميدفيديف من تحذيرات ترامب، معتبرًا أن رد فعله يؤكد صواب الموقف الروسي، محذرًا في الوقت ذاته من أن موسكو لا تزال تمتلك قدرات نووية تعود إلى الحقبة السوفياتية.

وفي تطور لافت، أعلن ترامب ظهر الجمعة أنه أمر بنشر غواصتين نوويتين في مناطق قريبة من روسيا، مشيرًا إلى أن الخطوة تأتي ردًا على ما وصفه بـ"تصريحات ميدفيديف التحريضية"، والتي قال إنها "قد لا تكون مجرد كلمات".

ويأتي هذا التصعيد في وقت حساس يشهد فيه الملف الأوكراني جمودًا سياسيًا، وسط مخاوف دولية متزايدة من انزلاق الأوضاع نحو مواجهة مباشرة بين القوتين النوويتين الأكبر في العالم.