نتنياهو وإحياء مشروع
"إسرائيل الكبرى": تصريحات تشعل الغضب العربي والدولي
إعداد: 𝕾𝖆𝖞𝖆𝖗
الخميس 14 ٱوت 2025
مراد/ک
في خطوة وُصفت بأنها استفزازية وخطيرة، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين
نتنياهو، خلال مقابلة مع قناة i24 في 12 أغسطس 2025، عن ارتباطه "العاطفي والروحي" بمشروع ما يُعرف بـ"إسرائيل الكبرى"، وهي رؤية توسعية تشمل أراضي من فلسطين والأردن ولبنان وسوريا وأجزاء من مصر، وفقًا لتصوره.
التصريحات المثيرة للجدل
أكد نتنياهو امتلاكه خريطة لهذه "الدولة الكبرى"، مشيرًا إلى أن هذا المشروع يمثل بالنسبة له مهمة تاريخية. كما دافع عن ما وصفه بـ"الهجرة الطوعية" للفلسطينيين من غزة، معتبرًا أن مغادرتهم يمكن أن تتم حتى ضمن مبادئ الحرب، في إشارة واضحة لسياسات الإقصاء التي اتهمتها أطراف دولية بأنها تمهيد لعمليات تهجير قسري.
موجة إدانات عربية واسعة
أثارت هذه التصريحات ردود فعل عربية رسمية قوية:
-
الأردن وصفها بـ"التصعيد الاستفزازي والتحريضي"، محذرًا من مساسها بسيادة الدول.
-
السعودية أكدت رفضها القاطع، واعتبرتها تهديدًا مباشرًا للحقوق الفلسطينية وتجاوزًا للشرعية الدولية.
-
قطر وصفتها بأنها امتداد لغطرسة الاحتلال، وطالبت بتحرك دولي لوقفها.
-
مصر حذرت من تداعياتها على استقرار المنطقة، ودعت للعودة إلى مفاوضات السلام على أساس حدود 1967.
-
الجامعة العربية اعتبرتها "استباحة" لسيادة الدول العربية، وحثت مجلس الأمن على التدخل.
-
الرئاسة الفلسطينية رأت فيها محاولة لإضفاء شرعية على مخططات تهجير الفلسطينيين.
-
حركة حماس دعت لخطوات عملية تشمل وقف التطبيع وقطع العلاقات مع إسرائيل.
تحليلات سياسية
يرى محللون أن تصريحات نتنياهو ليست مجرد زلة لسان، بل تعكس تبنيًا صريحًا لأيديولوجيا صهيونية توسعية:
-
بلال الشوبكي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة الخليل، أشار إلى أن الخطاب منظم ويخدم أهدافًا سياسية داخلية وخارجية.
-
عريب الرنتاوي، مدير مركز القدس للدراسات، وصفها بأنها تجسيد لـ"جنون سياسي" يهدد الأمن الإقليمي، داعيًا لرد عربي عملي.
-
مقالات في الصحافة الدولية، مثل The Guardian، ربطت هذه التصريحات بالتصعيد العسكري في غزة، معتبرة أن المشروع التوسعي يسير جنبًا إلى جنب مع سياسات الإقصاء والتهجير.
السياق الميداني
تأتي هذه التصريحات في وقت تتجه فيه إسرائيل لإعادة احتلال مدينة غزة بالكامل، ضمن خطة عسكرية تهدف إلى تفكيك حماس وإحكام السيطرة على القطاع، وسط تحذيرات من كارثة إنسانية متفاقمة.
تصريحات نتنياهو أعادت إلى الواجهة النقاش حول مشروع "إسرائيل الكبرى"، الذي ظل لعقود في دائرة الجدل التاريخي والسياسي. وبينما يراه أنصاره تحقيقًا لـ"حلم تاريخي"، يعتبره خصومه تهديدًا مباشرًا للاستقرار الإقليمي، ومحاولة لتغيير الخرائط والحقائق على الأرض بالقوة.