أزمة نفسية متفاقمة في صفوف جيش الاحتلال الإسرائيلي: الانتحار يتحول إلى "ظاهرة"
𝕾𝖆𝖞𝖆𝖗
أفادت هيئة البث العبرية بأن أحد جنود جيش الاحتلال، الذي يعاني من اضطرابات نفسية، تعرض لإطلاق نار بعد أن هاجم حراس وحدة إعادة التأهيل في مدينة بئر السبع، في واقعة تسلط الضوء مجدداً على أزمة الصحة النفسية المتصاعدة داخل المؤسسة العسكرية الإسرائيلية.
أكثر من 10 آلاف جندي قيد العلاج
وبحسب تقارير إسرائيلية سابقة، فإن أكثر من 10 آلاف جندي ما زالوا يتلقون علاجات مختلفة جراء ردود فعل عقلية واضطراب ما بعد الصدمة (PTSD)، بينما تم الاعتراف رسمياً فقط بـ3,769 منهم كضحايا لهذا الاضطراب ويتلقون علاجاً متخصصاً.
ويؤكد خبراء أن هذه الفجوة بين الأرقام الرسمية والحالات الفعلية تعكس سياسة تقليل من شأن الظاهرة داخل الجيش، في محاولة للحد من تبعاتها المعنوية والإعلامية.
الحرب ترفع نسب الاكتئاب والانتحار
دراسات بحثية وإعلامية إسرائيلية أشارت إلى أن الحرب المستمرة منذ 23 شهراً أدت إلى تفاقم مستويات الاكتئاب والاضطرابات النفسية بين الجنود والمستوطنين على حد سواء. وحذّرت من أن هذه الأزمة مرشحة للتصاعد مع استمرار العمليات العسكرية في غزة وتداعياتها الإنسانية والأمنية.
"طوفان الأقصى" نقطة التحول
منذ عملية "طوفان الأقصى" التي نفذتها فصائل المقاومة الفلسطينية ضد مستوطنات غلاف غزة في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، ارتفعت معدلات الانتحار والأزمات النفسية في صفوف الجيش الإسرائيلي إلى مستويات غير مسبوقة.
وتشير بيانات إذاعة جيش الاحتلال إلى أن الانتحار بات السبب الثاني للوفاة بين الجنود بعد القتال المباشر.
18 حالة انتحار منذ مطلع 2025
بحسب الإذاعة العبرية، فقد أقدم 18 جندياً على الانتحار منذ بداية عام 2025، بينهم 3 حالات فقط في شهر تموز/يوليو الماضي، مقارنة بـ9 جنود خلال النصف الأول من عام 2024 بأكمله.
وأكدت الإذاعة أن هذه المعطيات استندت إلى مصادر مطلعة، وليست إحصاءات رسمية صادرة عن الجيش الذي يتجنب الإعلان المباشر عن حجم الأزمة.
الانتحار يتحول إلى "ظاهرة"
دراسات إسرائيلية حديثة وصفت الانتحار في صفوف الجنود بأنه "ظاهرة متنامية"، خاصة بعد المواجهات الأخيرة في غزة، حيث تعرضت قوات الاحتلال لكمائن وعمليات قنص وتفجير عبوات ناسفة، ما زاد من الضغوط النفسية والخوف المستمر.
حرب غزة وتداعياتها
تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي، بدعم مباشر من الولايات المتحدة ودول غربية، حربها المدمرة على قطاع غزة منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023. ووفق وزارة الصحة الفلسطينية في القطاع، فقد أسفرت هذه الحرب حتى اليوم عن استشهاد وإصابة أكثر من 224 ألف فلسطيني، معظمهم من النساء والأطفال.
وبينما يواجه سكان غزة مأساة إنسانية غير مسبوقة، تتصاعد داخل المجتمع الإسرائيلي أزمة داخلية أخرى متمثلة في الاضطرابات النفسية والانتحار داخل الجيش، الأمر الذي يعكس التداعيات العميقة والمركبة للحرب المستمرة منذ ما يقارب العامين.