𝕾𝖆𝖞𝖆𝖗
مراد/ ک, الخميس: 04 ديسمبر 2025
وحدة الأخبار
في مشهد أثار موجة واسعة من الجدل على منصّات التواصل، ظهر قائد قوات الدعم السريع السودانية، محمد حمدان دقلو "حميدتي"، في خلفية استقبال رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد لرئيس دولة الاحتلال إسحق هرتسوغ في أبوظبي، وفق ما أظهرته لقطات تم تداولها خلال الساعات الماضية.
ورغم عدم صدور أي تعليق رسمي حول حضور حميدتي أو طبيعة مشاركته، فإن المشهد فتح الباب أمام تساؤلات جديدة بشأن تحركات الرجل الإقليمية، والدور الذي تلعبه أبوظبي في مسار الحرب السودانية، إلى جانب ما يعتبره منتقدون "امتداداً طبيعياً" للتقارب الإماراتي–الإسرائيلي منذ توقيع اتفاقيات التطبيع.
الإمارات وإسرائيل… علاقة تتوسع
زيارة هرتسوغ تأتي ضمن سلسلة زيارات لمسؤولين إسرائيليين إلى أبوظبي، في إطار تعاون يصفه الجانبان بأنه يشمل التكنولوجيا والطاقة والأمن والاقتصاد.
لكن الزيارة الأخيرة اكتسبت أبعاداً سياسية إضافية بسبب ما حملته من رسائل غير مباشرة، بعد تزامنها مع وجود شخصية سودانية محل خلاف داخلي وخارجي.
وبينما تقدم الإمارات علاقتها بإسرائيل على أنها "شراكة استراتيجية تخدم الاستقرار الإقليمي"، يرى منتقدون أن أبوظبي باتت بوابة رئيسية لتمكين الحضور الإسرائيلي في المنطقة، خاصة في الملفات ذات الحساسية الأمنية والسياسية.
الحضور السوداني… أسئلة بلا إجابات
ظهور حميدتي في خلفية المشهد أثار تساؤلات حول توقيته ومغزاه، خصوصاً في ظل استمرار الحرب بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني.
وتواجه الإمارات اتهامات من أطراف سودانية بدعم أحد طرفَي النزاع، وهي اتهامات تنفيها أبوظبي بشكل قاطع، مؤكدة دعمها لـ "الحلول السياسية ووقف إطلاق النار".
لكن لقطات اللقاء – بما حملته من رمزية – أعادت إلى الواجهة الاتهامات المتعلقة بأنشطة الإمارات في السودان والقرن الإفريقي، وعلاقاتها المتشعبة مع قوى محلية وإقليمية.
اتهامات متجددة حول “تسويق المشروع الإسرائيلي”
في سياق التعليق على المشهد، ذهب محللون إلى أن الحضور المتزامن يعكس – بنظرهم – مدى التقاطع بين النفوذ الإماراتي والمصالح الإسرائيلية في المنطقة، معتبرين أن أبوظبي تؤدي دوراً متقدماً في فتح المجال أمام إسرائيل لتوسيع حضورها السياسي والأمني.
وجهة النظر هذه يستند أصحابها إلى:
-
توسّع المشاريع المشتركة بين الإمارات وإسرائيل في المنطقة.
-
حضور متوازٍ للقوتين في بعض ملفات الأزمات العربية.
-
دور إماراتي متزايد في الصراعات الإقليمية، من اليمن إلى ليبيا والسودان.
في المقابل، يرى آخرون أن هذه الاتهامات تندرج في سياق الصراع السياسي والإعلامي، وأن الإمارات تتحرك وفق حسابات اقتصادية وأمنية تخصها، بعيداً عن النظريات التي تتحدث عن "تحالفات موجّهة ضد العالم العربي".
تحولات جيوسياسية متسارعة
من السودان إلى القرن الإفريقي والبحر الأحمر، تمدد الدور الإماراتي في السنوات الأخيرة ليشكّل أحد محاور إعادة رسم الخريطة الإقليمية.
ومع التطبيع الإماراتي–الإسرائيلي، تزايد حضور تل أبيب في ملفات اقتصادية وأمنية كانت حكراً على دول عربية وإقليمية أخرى.
ويرى مراقبون أن ظهور حميدتي إلى جانب هرتسوغ – حتى وإن جاء بمحض المصادفة – يعكس تشابكاً أكبر بين الملفات الإقليمية، حيث تتحول أبوظبي إلى نقطة التقاء مصالح قوى متعددة، عربية وغير عربية.
وبينما تستمر ردود الفعل على المشهد المتداول، يبقى غياب التوضيح الرسمي مفتوحاً على كل التأويلات، في وقت تتصاعد فيه الأسئلة حول الدور الإماراتي في النزاعات العربية، ومدى ارتباطه بتطور العلاقات مع إسرائيل، وسط خريطة إقليمية تعيد تشكيل توازناتها بسرعة غير مسبوقة.