الضربات الإيرانية على إسرائيل في 23 يونيو 2025
شهدت إسرائيل في 23 يونيو 2025 تصعيدًا خطيرًا تمثّل في سلسلة ضربات صاروخية إيرانية مكثفة، أدت إلى اضطرابات حيوية شملت تعليق هبوط الطائرات وانقطاع الكهرباء في مدينة أسدود ومناطق أخرى جنوب البلاد. جاءت هذه الضربات في إطار رد إيراني مباشر على حملة إسرائيلية غير مسبوقة ضد منشآت عسكرية ونووية في إيران، ضمن تطورات تنذر بانزلاق المنطقة نحو مواجهة شاملة. يقدم هذا التقرير نظرة تحليلية شاملة لتلك الضربات، خلفياتها، تداعياتها، وسياقها الإقليمي والدولي.
أولاً: خلفية الصراع الإيراني الإسرائيلي
تاريخ طويل من التوترات
استمرت حالة العداء بين إيران وإسرائيل لعقود، لكنها شهدت انفجارًا عسكريًا واضحًا في عامي 2024 و2025. أبرز المحطات:
-
أبريل 2024: إيران تطلق صواريخ ومسيرات على إسرائيل ردًا على قصف قنصليتها في دمشق.
-
أكتوبر 2024: عملية "الوعد الصادق 2" الإيرانية ردًا على اغتيال قادة بارزين، قابلتها إسرائيل بعملية "أيام التوبة" في طهران.
-
يونيو 2025: إسرائيل تطلق عملية "عَم كِلافي" ضد منشآت نووية في نطنز، فوردو، وبارشين، وتقتل كبار قادة الحرس الثوري.
ثانيًا: تفاصيل الضربات الإيرانية – 23 يونيو 2025
1. طبيعة الهجوم
-
تم إطلاق أربع موجات صاروخية متتالية خلال 20 دقيقة.
-
الهجوم شمل صواريخ باليستية وطائرات مسيرة هجومية، بينها صواريخ "هايبرسونيك" تفادت الاعتراض الإسرائيلي.
2. الأهداف المستهدفة
-
أسدود: منشأة كهرباء استراتيجية أصيبت بشكل مباشر، ما أدى لانقطاع تام للتيار الكهربائي.
-
تل أبيب وحيفا: هجمات على منشآت وقود الطائرات ومراكز إمداد الطاقة.
-
صفد: حرائق اندلعت بفعل سقوط صواريخ.
-
قاعدة نيفاتيم الجوية: تضررت جراء استهدافها بصواريخ دقيقة، وهي القاعدة التي تحتضن مقاتلات F-35.
3. حجم الخسائر
-
24 قتيلًا إسرائيليًا وأكثر من 147 جريحًا منذ بداية التصعيد.
-
أضرار مادية جسيمة شملت انقطاع الكهرباء، تضرر البنية التحتية، وسقوط خطوط كهرباء.
-
صفارات الإنذار دوت لمدة 35 دقيقة متواصلة في مناطق الجنوب.
4. الشلل الجوي
-
تم تعليق الرحلات الجوية في إسرائيل.
-
الأردن أغلقت أجواءها مؤقتًا، وأعادت فتحها في 14 يونيو بعد تراجع مؤقت في التصعيد.
ثالثًا: الرد الإسرائيلي
1. أهداف الضربات الإسرائيلية
-
تدمير منشآت نووية في نطنز، فوردو، وأصفهان، وأكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية تعطل 4 مبانٍ نووية.
-
استهداف مطارات عسكرية ومخازن صواريخ ومنظومات رادارية.
-
اغتيال قيادات عسكرية جديدة تم تعيينها بعد الضربات الأولى.
-
شل القدرة الإيرانية على إطلاق الصواريخ بنسبة 30% بحسب التقديرات العسكرية الإسرائيلية.
2. الموقف الرسمي
-
رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أعلن "إخراج نطنز عن الخدمة"، مؤكدًا أن "الحرب مستمرة حتى تحقيق الردع الكامل".
رابعًا: التداعيات الإقليمية والدولية
1. التأثير الإقليمي
-
إيران: رغم التضامن الشعبي، تعرضت الحكومة لانتقادات داخلية بسبب هشاشة الدفاعات وضعف الاستعداد المدني.
-
دول الخليج: السعودية، قطر، والإمارات أعربت عن قلقها من امتداد النزاع.
-
الأردن: اعترض طائرات مسيّرة إيرانية وحافظ على خطاب الحياد.
-
الحوثيون: أطلقوا صواريخ دعماً لإيران، مما زاد التوتر في البحر الأحمر.
2. الموقف الدولي
-
الولايات المتحدة: قدمت دعمًا دفاعيًا لإسرائيل دون التورط المباشر، وانتقد بعض المسؤولين الأمريكيين التصعيد.
-
الوكالة الدولية للطاقة الذرية: حذرت من تلوث إشعاعي قد يؤدي لتسريع البرنامج النووي الإيراني بدلًا من كبحه.
-
الأمم المتحدة: أعربت عن القلق من الخسائر المدنية، وطالبت بضبط النفس.
خامسًا: الأثر الاقتصادي والاجتماعي
1. في إسرائيل
-
شلل في قطاع الطاقة في الجنوب، واضطراب في المطارات والأسواق.
-
ارتفاع الضغط الشعبي بسبب استمرار الحرب والخسائر المدنية.
2. في إيران
-
أكثر من 224 قتيلًا منذ بداية القصف الإسرائيلي في يونيو.
3. على مستوى المنطقة
-
ارتفاع أسعار النفط عالميًا خشية إغلاق مضيق هرمز، وتهديد إمدادات الطاقة الدولية.
سادسًا: تحليل واستشراف مستقبل الصراع
أسباب ودوافع
-
إيران: تريد استعادة هيبتها والرد على عملية "عَم كِلافي"، وإثبات قدرتها على تهديد إسرائيل مباشرة.
-
إسرائيل: تسعى لتحييد البرنامج النووي الإيراني والقضاء على البنية العسكرية التحتية لطهران قبل أن يتحول تهديدًا وجوديًا.
المخاطر المستقبلية
-
خطر التصعيد النووي يتزايد نتيجة ضرب المنشآت النووية.
-
خطر التوسع الإقليمي مع دخول وكلاء إيران مثل حزب الله والحوثيين على خط المواجهة.
-
احتمالية حرب إقليمية مفتوحة إذا استمرت الضربات المتبادلة بهذه الحدة.
تشكل الضربات الإيرانية في 23 يونيو 2025 محطة مفصلية في النزاع الإيراني الإسرائيلي، كونها المرة الأولى التي تُصاب فيها البنية التحتية الإسرائيلية الحيوية بهذا الشكل منذ عقود. ومع استمرار الردود والهجمات، يبدو أن الطرفين يتجهان إلى حرب استنزاف مفتوحة، وسط عجز دولي عن التهدئة ومخاطر متصاعدة تشمل البُعد النووي والاقتصاد العالمي. الحل الوحيد لتفادي الأسوأ يكمن في تدخل دبلوماسي فوري يمنع انزلاق المنطقة إلى كارثة كبرى.
المراجع
تمت الإشارة إلى عشرات المصادر الموثوقة من وكالات عالمية (بي بي سي، الجزيرة، CNN، معهد واشنطن، ويكيبيديا) ومنصات رسمية على X (تويتر سابقًا).
[آخر تحديث: 23 يونيو 2025] – الأحداث قابلة للتطور المستمر.