مشروع غارا جبيلات: إستراتيجية عظيمة وبُعد عالمي بقيادة الرئيس تبون لتأسيس الجزائر الصناعية الكبرى
الجمعة, 11 جويلية 2025التاريخ في عين الترك
في قلب الصحراء الجزائرية، وتحديدًا في منطقة تندوف، ينبض أحد أضخم المشاريع التعدينية في إفريقيا والعالم العربي: مشروع غارا جبيلات. يُمثل هذا المشروع خطوة استراتيجية حاسمة نحو تحويل الجزائر من دولة ريعية تعتمد على المحروقات إلى قوة صناعية تعدينية كبرى. بقيادة الرئيس عبد المجيد تبون، تتبنى الجزائر رؤية طموحة تعتمد على استغلال ثرواتها الطبيعية بذكاء، وفتح آفاق جديدة للشراكات الدولية، وتطوير البنى التحتية الصناعية والتكنولوجية.
1. لمحة عن مشروع غارا جبيلات
-
الموقع: ولاية تندوف، جنوب غرب الجزائر
-
حجم الاحتياطي: يقدّر بأكثر من 3.5 مليار طن من خام الحديد
-
نوع الخام: يحتوي على نسبة عالية من الحديد (Fe)، تتراوح بين 57-66%
-
الافتتاح الرسمي: بدأ الإنتاج التجريبي في أغسطس 2022
-
الهدف المرحلي: إنتاج 2 إلى 3 ملايين طن سنويًا في البداية، مع التوسع لاحقًا إلى أكثر من 50 مليون طن
2. البُعد الاستراتيجي للمشروع
أ. تنويع الاقتصاد الوطني
يساهم المشروع في فك الارتباط التدريجي عن عائدات النفط والغاز، من خلال الاعتماد على قطاع التعدين كرافعة بديلة للنمو.
ب. خلق مناصب شغل
من المتوقع أن يخلق المشروع آلاف الوظائف المباشرة وغير المباشرة، خاصة في مناطق الجنوب المحرومة، مما يساهم في التنمية المتوازنة.
ج. تطوير البنية التحتية
يشمل المشروع إنشاء:
-
خطوط سكك حديدية جديدة لربط المنجم بالموانئ (مثل ميناء وهران الجديد أو ميناء الحمدانية).
-
مصانع لتحويل خام الحديد محليًا بدل تصديره خامًا، وهو ما يعزز من القيمة المضافة.
3. البُعد الجيو-اقتصادي والدولي
أ. شراكات دولية واعدة
تسعى الجزائر لخلق شراكات متعددة الأطراف في هذا المشروع مع دول مثل:
-
الصين: خبرة في التعدين وتمويل البنية التحتية.
-
روسيا: اهتمام طويل الأمد بالمشروع منذ الحقبة السوفيتية.
-
بلدان إفريقية وعربية: ضمن مسعى لخلق محور تعاون جنوب-جنوب.
ب. مكانة الجزائر العالمية
مشروع غارا جبيلات يضع الجزائر ضمن قائمة الدول المؤثرة في سوق الحديد العالمي، خصوصًا في ظل الطلب المتزايد على الحديد والصلب في سياق التحول الصناعي العالمي.
4. دعم القيادة السياسية والرؤية الصناعية للرئيس تبون
منذ توليه رئاسة الجمهورية، أولى الرئيس عبد المجيد تبون أهمية كبرى للقطاع الصناعي والتعديني كجزء من رؤيته الشاملة لـ"الجزائر الجديدة". ويتجلى ذلك من خلال:
-
إدراج المشروع ضمن المشاريع ذات الأولوية الوطنية.
-
متابعة مباشرة من الرئاسة لتطورات المشروع.
-
وضع سياسة صناعية وطنية تستهدف تصدير المواد المصنعة لا الخام فقط.
5. التحديات والإجراءات المواكبة
التحديات:
-
صعوبة تضاريس المنطقة ومناخها القاسي.
-
الحاجة إلى استثمارات ضخمة في النقل والطاقة.
-
ضرورة تدريب اليد العاملة المحلية.
الإجراءات المواكبة:
-
التوجه إلى التحويل الصناعي محليًا لتفادي التبعية التكنولوجية.
-
إدماج المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في المشروع.
-
تعزيز النقل السككي والبنية التحتية الطاقوية.
مشروع غارا جبيلات ليس مجرد منجم، بل هو حجر الزاوية في بناء الجزائر الصناعية الكبرى. وبقيادة سياسية رشيدة واستراتيجية متعددة الأبعاد، تمضي الجزائر بخطى ثابتة نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي الصناعي، وتبوّء مكانة إقليمية ودولية مرموقة. إنه مشروع يؤسس لمستقبل صناعي واعد، ويؤكد أن الجزائر الجديدة لا تُبنى بالأقوال فقط، بل بالأفعال والاستثمار في ثرواتها وشعبها.
إرسال تعليق