صاروخ "تنكيل"… رد على اغتيال أحمد غالب الرهوي

صاروخ "تنكيل"… رد على اغتيال أحمد غالب الرهوي



t-l-chargement-5


الٱحد 31 ٱغسطس 2025

مراد/ک

𝕾𝖆𝖞𝖆𝖗


اغتيال رئيس الوزراء أحمد غالب الرهوي في غارة جوية إسرائيلية لم يكن حدثاً عادياً في مسار الصراع، بل مثل ذروة جديدة من التصعيد، ومحاولة واضحة لخلخلة الصف الداخلي. غير أن الرد لم يتأخر كثيراً، فقد جاء بصاروخ "تنكيل" الذي أطلقته جماعة أنصار الله، في رسالة تحمل أكثر من معنى: الردع، والانتقام، وتثبيت معادلة جديدة في موازين القوة.

الصاروخ والرسالة

صاروخ "تنكيل" ليس سلاحاً عادياً؛ فهو باليستي متوسط المدى (500 كيلومتر تقريباً)، ومطور بتكنولوجيا إيرانية ليكون فعالاً ضد السفن والمنشآت العسكرية. إطلاقه في هذا التوقيت ليس مجرد عملية عسكرية، بل رد سياسي وعسكري في آن واحد:

  • سياسيًا: للتأكيد أن اغتيال الرهوي لن يمر دون ثمن، وأن استهداف القيادات اليمنية سيدفع ثمنه العدو في البر والبحر.

  • عسكريًا: لإثبات أن امتلاك اليمن ترسانة متطورة من الصواريخ الباليستية قادر على تجاوز الدفاعات الإسرائيلية وحلفائها.

معادلة جديدة

باستعمال "تنكيل"، أرادت جماعة أنصار الله أن تقول بوضوح:

  1. اغتيال القادة لن يوقف القرار السياسي أو العسكري.

  2. كل استهداف سيقابله رد مضاعف، وبأسلحة أكثر دقة وفتكاً.

  3. الملاحة في البحر الأحمر وباب المندب ستظل ورقة ضغط أساسية طالما استمرت الاعتداءات.

انعكاسات إقليمية

  • على المستوى المحلي: شكل الرد بالصاروخ حالة من التماسك الشعبي حول قضية "الثأر لدماء الرهوي"، ما يمنع إسرائيل من تحقيق غايتها في زرع الانقسام.

  • على المستوى الإقليمي: يعزز الرد اليمني مكانة الحوثيين في محور المقاومة، ويؤكد أن اليمن لم يعد ساحة ثانوية بل أصبح لاعباً مؤثراً في معادلة الردع.

  • على المستوى الدولي: يرسل الصاروخ رسالة غير مباشرة للقوى الكبرى بأن أمن البحر الأحمر والممرات الدولية لن يبقى مستقراً إذا استمرت سياسة الاغتيالات.


اغتيال أحمد غالب الرهوي كان محاولة لإضعاف اليمن وضرب استقراره السياسي، لكن الرد بصاروخ "تنكيل" أكد أن اليمن يملك القدرة على الردع والانتقام. لقد تحولت دماء الرهوي إلى عنوان لمعادلة جديدة: "كل اغتيال سيقابله صاروخ، وكل محاولة لإضعاف القرار اليمني ستزيده صلابة".



عملية اغتيال رئيس الوزراء أحمد غالب الرهوي ليست سوى ضربة حظ عابرة في سياق صراع مفتوح، لا تعكس تفوقاً عسكرياً بقدر ما تكشف عن عجز إسرائيل عن مواجهة الخصوم ميدانياً. فاستهداف القادة في اجتماع مغلق لا يغير من المعادلة شيئاً، بل يثبت أن العدو يفتقر إلى المبادرة الاستراتيجية، ويعتمد على الصدفة أكثر من اعتماده على القوة الفعلية.




إرسال تعليق

أحدث أقدم