مراد/ ک,الجمعة : 07 نوفمبر 2025
يرقد البطل الشعبي الجزائري سمير زيتوني، المعروف في بريطانيا بلقب "سام"، في قسم العناية المركزة منذ الفاتح من نوفمبر الجاري، بعد أن أصيب بجروح بليغة إثر هجوم مسلح داخل قطار كان متجها من مدينة دونكاستر إلى لندن.
وأكدت المصادر الطبية بالمستشفى أن زيتوني خضع إلى ثلاث عمليات جراحية معقدة، الأولى والثانية على مستوى البطن والظهر، بينما أجريت له العملية الثالثة يوم الأربعاء الماضي على مستوى اليد. ولا يزال تحت مراقبة طبية دقيقة، مع منع الزيارات إلى غاية 11 نوفمبر الجاري، نظراً لخطورة حالته الصحية.
تفاصيل الحادث
شهد القطار التابع لشركة LNER حادثة طعن مروعة نفذها رجل مسلح، أسفرت عن إصابة عدد من الركاب. وفي لحظة فزع عمّت العربة، أظهر العامل الجزائري سمير زيتوني (48 عامًا) شجاعة استثنائية حين تدخّل لحماية الركاب، معرضًا نفسه للخطر المباشر.
وأظهرت كاميرات المراقبة تصرفه البطولي وهو يواجه المهاجم ويمنع وقوع مجزرة حقيقية. وقد وصفت شرطة النقل البريطانية تصرفاته بأنها “بطولية بكل المقاييس”، وأكدت أنه “أنقذ حياة العديد من الأشخاص” بفضل سرعة استجابته وشجاعته.
إشادات واسعة
لقيت بطولته صدى كبيرًا في الأوساط البريطانية، حيث عبّر المدير الإداري لشركة LNER، السيد ديفيد هورن، عن فخره قائلاً:
“في لحظة الخطر، لم يتردد سام في حماية من حوله. كانت أفعاله شجاعة بشكل لا يصدق، ونحن فخورون به وبجميع زملائنا الذين تصرفوا بشجاعة في تلك الليلة. سنواصل دعم عائلة سام ونتمنى له الشفاء العاجل.”
من جانبها، عبّرت عائلة سمير زيتوني عن امتنانها الكبير للدعم الذي تلقوه قائلة:
“لقد تأثرنا بشدة من الحب واللطف الذي أظهره الجميع لسام، وبالعديد من التمنيات بالشفاء له. الرعاية التي قدمها المستشفى والدعم من زملائه في LNER كانا مذهلين. نحن فخورون للغاية بسام وشجاعته. قالت الشرطة إنه بطل مساء السبت، لكن بالنسبة لنا – لقد كان دائمًا بطلًا.”
ويُذكر أن سمير زيتوني يعمل في شركة LNER منذ أكثر من عشرين عامًا كمنسق لتجربة المسافرين، وهو معروف بين زملائه بدماثة أخلاقه وتفانيه في العمل.
وبينما يواصل الأطباء جهودهم لإنقاذ حياته، يواصل الرأي العام البريطاني والجزائري على حد سواء التعبير عن تقديرهم واحترامهم لهذا الرجل الذي جسّد الشجاعة في أسمى معانيها.
