مراد/ ک, التلاتاء: 02 ديسمبر 2025
أصدرت جهات طبية دولية، يوم الاثنين، إرشادات جديدة بشأن استخدام أدوية GLP-1 للبالغين المصابين بالسمنة، موصيةً بالاعتماد عليها على المدى الطويل والمستمر عند وجود حاجة سريرية. وتشمل الإرشادات أدوية سيماجلوتايد (ويجوفي)، ليراجلوتايد (ساكسيندا)، وتيرزيباتيد (زيباوند)، وهي أدوية شائعة الاستخدام في برامج إنقاص الوزن.
ونُشرت التوصيات في مجلة JAMA الطبية، مؤكدةً أن الأدوية وحدها لا تكفي للتعامل مع وباء السمنة العالمي. فالسمنة — بحسب منظمة الصحة العالمية — مرض مزمن يحتاج إلى رعاية مستمرة مدى الحياة. وتوضح الإرشادات أن أفضل النتائج تتحقق عند استخدام هذه الأدوية ضمن برنامج علاجي متكامل يشمل:
-
اتباع نظام غذائي صحي،
-
ممارسة نشاط بدني منتظم،
-
إشراف طبي ومتابعة طويلة الأمد للحفاظ على الوزن.
وقال الدكتور لويس أرون، مدير مركز التحكم الشامل في الوزن في كلية طب وايل كورنيل، لشبكة ABC News إن هذه التوصيات تشير إلى انتقال علاج السمنة إلى “التيار الرئيسي للرعاية الصحية”، وذلك باعتبارها مرضًا مزمنًا يستحق الرعاية المستمرة مثل غيره من الأمراض طويلة الأمد.
ورغم فائدتها المحتملة، تحذر الإرشادات من عقبات رئيسية قد تحد من الوصول العادل لهذه الأدوية حول العالم، تشمل:
-
ارتفاع تكلفتها،
-
محدودية الإمدادات،
-
تفاوت الوصول إلى الرعاية في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل.
ودعت منظمة الصحة العالمية الدول إلى إنشاء مسارات علاجية عادلة وبأسعار معقولة، تضمن وصول الأشخاص الأكثر حاجة إلى الأدوية أولاً.
من جانبه، أوضح الدكتور أرون أن أدوية GLP-1 تساعد المرضى على اتباع توصيات التغذية بسهولة أكبر، إذ تخفف من الإحساس بالجوع وتجعل العلاقة مع الطعام أكثر توازناً. ويذكر أن كثيرًا من المرضى يصرّحون بأن تناولهم للطعام أصبح أقل اندفاعًا وأنهم يشعرون بالشبع بشكل أسرع، ما يسهم في الالتزام بنظام غذائي صحي.
وأشار أرون، الذي قاد العديد من الدراسات السريرية المتعلقة بأدوية GLP-1 وعلاجات السمنة، إلى أهمية تدريب المقاومة أثناء فقدان الوزن، لأن نقص الكتلة العضلية يحدث غالبًا عندما يقلل الشخص من تناوله للطعام بشكل كبير أو يفقد الوزن بسرعة. ويساعد تدريب المقاومة على الحفاظ على العضلات، وهو عنصر أساسي لصحة التمثيل الغذائي.
وتختتم الإرشادات بالتأكيد على ضرورة اختيار الدواء المناسب للمريض المناسب وفي الوقت المناسب، باعتبار أن علاج السمنة عملية فردية ومتعددة العوامل، تتطلب مزيجًا من العلاج الدوائي، والدعم الغذائي، والالتزام بنمط حياة مستدام.
