تفاؤل أوروبي بشأن محادثات جنيف.. وعراقجي يؤكد: لا تفاوض مع واشنطن
يعقد وزراء خارجية بريطانيا وفرنسا وألمانيا، إلى جانب ممثلة الاتحاد الأوروبي للشؤون السياسية والخارجية، اليوم الجمعة في جنيف، اجتماعات مع نائب وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، في محاولة لدفع المحادثات بشأن البرنامج النووي الإيراني، في ظل التصعيد العسكري المتواصل بين طهران وتل أبيب.
وأكد وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي أن هناك فرصة سانحة للتوصل إلى حل دبلوماسي مع إيران، مشددًا قبل انطلاق المحادثات على ضرورة منع طهران من امتلاك سلاح نووي، وأضاف: "لدينا نافذة مهمة خلال الأسبوعين المقبلين لإنجاز اتفاق دبلوماسي".
وتأتي هذه التصريحات عقب زيارة لامي إلى واشنطن، حيث التقى نظيره الأميركي ماركو روبيو والمبعوث الخاص إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، وقال: "حان الوقت لوقف التصعيد في الشرق الأوسط، فاستمرار المواجهة لن يصب في مصلحة أي طرف".
وأشار مسؤولون بريطانيون إلى أن لامي سينقل رسالة واضحة إلى الجانب الإيراني مفادها أن الحل الدبلوماسي ما زال ممكنا.
من جانبه، رأى وزير الخارجية الإيرلندي سيمون كوفيني أن اجتماعات جنيف تمثل فرصة لفتح مسار دبلوماسي بين طهران وتل أبيب، داعيا إلى تكثيف الجهود السياسية لاحتواء التصعيد.
وفي السياق ذاته، أفادت وسائل إعلام أميركية بأن وزير الخارجية الأميركي أبلغ نظيره الفرنسي استعداد بلاده للدخول في مفاوضات مباشرة مع إيران، في حال تهيأت الظروف لذلك.
وبحسب مصدر ألماني، من المقرر أن يجتمع وزراء خارجية الدول الأوروبية الثلاث مع ممثلة السياسة الخارجية الأوروبية كايا كالاس في القنصلية الألمانية بجنيف، قبل عقد لقاء مشترك مع عباس عراقجي.
من جهته، أكد عراقجي للتلفزيون الإيراني أن بلاده لن تدخل في أي محادثات مع الولايات المتحدة في ظل استمرار الهجمات الإسرائيلية، وقال: "نرفض التفاوض مع أي طرف يشارك أو يدعم العدوان"، مشيرًا إلى أن الحوار في جنيف سيقتصر على الملف النووي والقضايا الإقليمية فقط، دون التطرق إلى القدرات الصاروخية الإيرانية التي وصفها بأنها دفاعية.
وأضاف أن واشنطن بعثت رسائل للتفاوض، لكن طهران رفضت أي حوار في ظل ما وصفه بـ"العدوان الإسرائيلي الأميركي المشترك"، مؤكداً عدم وجود أي اتصال مباشر أو غير مباشر مع الجانب الأميركي في الوقت الراهن.
يُذكر أن المواجهات العسكرية بين إيران وإسرائيل تصاعدت منذ نحو أسبوع، بعد أن شنت الأخيرة ضربات جوية على مواقع داخل إيران، ردت عليها طهران بإطلاق صواريخ باتجاه أهداف إسرائيلية.
وتصر إسرائيل على أن هدف عملياتها هو منع إيران من تطوير سلاح نووي، فيما تنفي طهران هذه الاتهامات، مؤكدة أن برنامجها النووي مخصص لأغراض سلمية.
في غضون ذلك، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب سيحسم خلال أسبوعين قراره بشأن احتمال التدخل لدعم إسرائيل عسكريًا، وذلك عقب سلسلة اجتماعات مع فريقه للأمن القومي.
ونقلت شبكة "سي إن إن" عن دبلوماسي غربي أن محادثات اليوم بين الأوروبيين والإيرانيين تُجرى بالتنسيق مع واشنطن، وتُعد بمثابة فرصة لاستكشاف سبل وقف التصعيد العسكري.
ووفق مصادر دبلوماسية ألمانية، تسعى المحادثات إلى الحصول على ضمانات من إيران بأن برنامجها النووي سيبقى ضمن الأطر المدنية، خاصة بعد إلغاء الجولة السادسة من المحادثات غير المباشرة مع واشنطن التي كانت مقررة في سلطنة عمان، عقب بدء الهجمات الإسرائيلية المكثفة على الأراضي الإيرانية.