63 سنة من الحرية والسيادة: ذاكرة نضال ورؤية مستقبل

 63 سنة من الحرية والسيادة: ذاكرة نضال ورؤية مستقبل


63 سنة من الحرية والسيادة: ذاكرة نضال ورؤية مستقبل

بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على أشرف المرسلين

أيتها المواطنات، أيها المواطنون،

في هذا اليوم المجيد، نُحيي الذكرى الثالثة والستين لاستقلال الجزائر واسترجاع سيادتها الوطنية، ذلك اليوم التاريخي الذي اندحر فيه الاستعمار الغاشم أمام إرادة شعبنا الأبي، بفضل تضحيات رجال صدقوا العهد، ووهبوا أرواحهم فداءً لوطنهم، إيمانًا منهم بأن للجزائر حقًا في الحرية والاستقلال.

وإذ نُحيي هذه الذكرى الخالدة، نسترجع بفخر واعتزاز تلك البطولات العظيمة التي سطرها شعبنا في ملحمة التحرير، حين قدّم قوافل الشهداء من أجل أن تنتصر الجزائر وتستعيد كرامتها بين الأمم.

أيتها المواطنات، أيها المواطنون،

منذ فجر الاستقلال، حرصت الجزائر على جعل هذه المحطات التاريخية منارة تهتدي بها في بناء الوطن، وفاءً لتضحيات الشهداء، وتقديرًا لتلك الأرواح الطاهرة التي روت بدمائها أرض الجزائر.

وكلما وقفنا أمام هذه المناسبات العزيزة، تترسخ فينا قيم الوحدة الوطنية، ونزداد عزيمة في بناء الدولة، وتقوية مؤسساتها، والاهتمام بحاضر أبناء شعبنا ومستقبل أجياله.

الجزائر اليوم تعيش مرحلة جديدة، تقوم على مواجهة التحديات برؤية متجددة، وبثقة راسخة في قدراتنا الوطنية، وإرادتنا الجماعية، المتمثلة في طموحات المواطن وتطلعاته المشروعة.

لقد واصلت بلادُنا السير بخطى ثابتة على درب الوفاء للمبادئ، وعلى نهج الجزائر المنتصرة التي تُعلي من قيمة المواطنة وتؤمن بمكانة الإنسان الجزائري في بناء الوطن.

أيتها المواطنات، أيها المواطنون،

إن ذكرى الاستقلال لا تُجسد فقط رمزية النصر، بل تُعيد إلى الأذهان حجم التضحيات التي قدمها الشعب الجزائري في سبيل الحرية، وتدعونا إلى التأمل في ما يشهده العالم من متغيرات، لنُدرك أن الوحدة والتلاحم والوعي الوطني، هي أفضل السبل لحماية الأوطان من الأخطار والمطامع.

وقد ظل الشعب الجزائري، عبر محطات تاريخه، مثالًا في الالتزام بوحدته الوطنية والدفاع عن ثوابته، مؤكدًا أن الولاء للوطن هو السبيل إلى عزته واستقراره.

أيتها المواطنات الفضليات، أيها المواطنون الأفاضل،

ونحن نحتفل بهذه الذكرى الغالية، المقترنة بعيد الشباب، أتوجه بأسمى التهاني إلى المجاهدات والمجاهدين، وإلى كل بنات وأبناء الجزائر، كما أحيي قوات جيشنا الوطني الشعبي، سليل جيش التحرير الوطني، وكل الأسلاك الأمنية التي تسهر على أمن البلاد وسلامة المواطنين.

وأدعو شباب الجزائر إلى مواصلة البذل والعطاء، والوعي بحجم التحديات، والاقتداء بمبادئ شهدائنا الأبرار، الذين رسموا بدمائهم طريق العزة والكرامة.

عاشت الجزائر حرة، أبية، شامخة
المجد والخلود لشهدائنا الأبرار

إرسال تعليق

أحدث أقدم