تصعيد المقاومة في غزة واستهداف ناقلة "نمر" شمال خان يونس

 تصعيد المقاومة في غزة واستهداف ناقلة "نمر" شمال خان يونس


تصعيد المقاومة في غزة واستهداف ناقلة "نمر" شمال خان يونس

غزة – الثلاثاء 15 يوليو 2025

في إطار التصعيد المتواصل للمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، أعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، صباح اليوم الثلاثاء، عن تنفيذ عملية نوعية استهدفت ناقلة جند إسرائيلية من طراز "نمر" بقذيفتي "الياسين 105"، بالقرب من مسجد الكتيبة شمال مدينة خان يونس، جنوبي القطاع.

عملية نوعية في محيط خان يونس

وبحسب بيان القسام، فإن الاستهداف جاء ضمن سلسلة عمليات دقيقة تنفذها الكتائب ضد قوات الاحتلال التي تحاول التقدم في محيط المناطق السكنية بالقطاع. ويُعتبر هذا الطراز من ناقلات الجند الإسرائيلية من بين الأحدث والأكثر تحصينًا، ما يعكس تطور قدرات المقاومة من حيث دقة الاستهداف ونوعية السلاح المستخدم.

تصعيد في الشمال والجنوب

المقاومة واصلت تصعيد عملياتها العسكرية في عدة محاور داخل القطاع، وخاصة في مناطق:

  • الشجاعية

  • بيت حانون

  • جباليا شمالًا

  • محيط خان يونس جنوبًا

وشهدت الأيام القليلة الماضية سلسلة من الكمائن والهجمات المباشرة على قوات الاحتلال، استُخدمت فيها قذائف مضادة للدروع وعبوات ناسفة موجهة، استهدفت آليات مدرعة وناقلات جند ومعدات هندسية.

خسائر متزايدة في صفوف الاحتلال

في تطور لافت يوم أمس الإثنين، قُتل ثلاثة جنود إسرائيليين وأُصيب ضابط بجراح خطيرة، إثر كمائن محكمة شرقي القطاع. وقد تبنّت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، العملية التي تضمنت تفجير آلية عسكرية وجرافة مدرعة من طراز "دي 9" في منطقة عبسان الكبيرة شرق خان يونس.

استهداف قوات الهندسة

تتركز عمليات المقاومة بشكل خاص ضد وحدات الهندسة الإسرائيلية التي تعمل على كسح الألغام وفتح الطرق أمام تقدم القوات البرية، وهي مهمات تجعلها هدفًا مباشرًا للهجمات. وتُظهر تقارير ميدانية أن هذه الوحدات تعرضت لخسائر متكررة خلال الأسابيع الأخيرة، بفعل عبوات موجهة وقصف مباشر.

دلالات التصعيد

يؤشر هذا التصعيد المستمر إلى تطور واضح في القدرات الميدانية للمقاومة، سواء من حيث التخطيط والتكتيك أو نوعية التسليح، مما يُصعّب من مهمة قوات الاحتلال داخل غزة، ويزيد من كلفة التوغل البري.

ومن المتوقع أن تؤدي هذه التطورات إلى زيادة الضغط على المستوى العسكري والسياسي في إسرائيل، في وقت تتزايد فيه التساؤلات حول جدوى العمليات البرية في القطاع، وسط الخسائر اليومية في صفوف الجنود والضباط.


ملحوظة: تتابع وسائل الإعلام العبرية والجهات الأمنية الإسرائيلية بحذر هذه التطورات، وسط تعتيم إعلامي نسبي حول حجم الخسائر في صفوف الجيش، بينما تتزايد دعوات داخلية لمراجعة إستراتيجية التوغل البري.



تحليل استراتيجي: دلالات استهداف ناقلة "نمر" وتصعيد المقاومة في غزة

في ظل إعلان كتائب القسام عن استهداف ناقلة جند إسرائيلية من طراز "نمر" شمال خان يونس، وفي ظل تزايد الهجمات النوعية التي تنفذها فصائل المقاومة في مختلف محاور القتال داخل قطاع غزة، يمكن تقديم تحليل استراتيجي يسلط الضوء على أبعاد هذا التصعيد وتداعياته العسكرية والسياسية:


أولًا: تحول تكتيكي للمقاومة

استهداف ناقلة "نمر" – وهي من الأحدث في الترسانة الإسرائيلية – يؤشر إلى:

  • امتلاك المقاومة معلومات استخبارية دقيقة عن تحركات القوات البرية.

  • فعالية منظومة الاستهداف الميداني، والتي تشمل الكمائن المزروعة مسبقًا والضرب المباشر باستخدام قذائف مضادة للدروع متطورة.

  • ارتفاع ثقة الفصائل في القدرة على مواجهة آليات متقدمة مثل "نمر" و"ميركافا" و"دي 9"، والتي كانت تُعد سابقًا عصية على الاستهداف.

ثانيًا: استنزاف القوات البرية الإسرائيلية

يتجلى من تكتيكات المقاومة أن الهدف لم يعد فقط الردع أو الدفاع، بل الدخول في مرحلة الاستنزاف الميداني المنظم، عبر:

  • كمائن ضد وحدات الهندسة وفرق المشاة.

  • إجبار الاحتلال على الانتشار في بيئات ضيقة ومعقدة (كالمخيمات والمناطق العمرانية).

  • الضرب المركّز على خطوط الإمداد والدعم اللوجستي.

النتيجة: رفع كلفة العمليات البرية على الجيش الإسرائيلي، سواء من حيث الخسائر البشرية أو الضغط اللوجستي والتكتيكي.

ثالثًا: تحدي العقيدة الأمنية الإسرائيلية

إسرائيل تعتمد على تفوقها التكنولوجي والتسليحي لتحقيق الحسم السريع في المعارك. لكن:

  • استمرار العجز عن تأمين عمق التوغل البري بعد أكثر من 9 أشهر من الحرب.

  • تزايد الضحايا من الضباط والجنود ذوي الرتب العالية.

  • تصاعد الاحتجاجات الداخلية الإسرائيلية ضد طول أمد الحرب.

كل هذا يمثل تحديًا مباشرًا لـ"عقيدة الردع" الإسرائيلية، ويضع المؤسسة العسكرية أمام أسئلة وجودية عن مدى نجاعة خيار الاجتياح البري في بيئة قتالية معقدة كغزة.

رابعًا: أبعاد نفسية ومعنوية

  • لدى المقاومة: عمليات ناجحة كهذه ترفع من الروح المعنوية للمقاتلين وللجمهور الفلسطيني، وتؤكد قدرة الفصائل على المبادرة رغم الفارق في التسليح.

  • لدى الاحتلال: تتسبب الهجمات المتكررة بموجات إحباط داخلي داخل الجيش، وارتباك في القرار السياسي، خاصة مع غياب أهداف واضحة أو إنجازات حاسمة.


التقدير المستقبلي:

  • من المرجح أن تُكثف إسرائيل غاراتها الجوية كردّ انتقامي، مع استمرار الحذر في التوغل البري.

  • المقاومة ستعتمد نمط "الكمائن الذكية" أكثر من الاشتباك المباشر، للحفاظ على العنصر المفاجئ وتقليل خسائرها.

  • التحدي الأكبر لإسرائيل سيكمن في عدم قدرتها على حسم المعركة برًا، مما قد يؤدي إلى ضغوط دولية متزايدة لإنهاء العمليات.


Post a Comment

أحدث أقدم

exoclick

exoclick