السويداء تشتعل: أكثر من 240 قتيلًا وإسرائيل تتدخل عسكريًا "لحماية الدروز"

السويداء في جنوب سوريا

images-2

السويداء – يوليو 2025 | 

الأربعاء, 16 جويلية 2025

مراد/ک

شهدت محافظة السويداء في جنوب سوريا موجة دموية من العنف خلال الأيام الماضية، أفضت إلى سقوط نحو 250 قتيلًا، بينهم مدنيون دروز أُعدموا ميدانيًا، في واحدة من أكثر جولات التصعيد دموية منذ بداية الحرب السورية. وبينما كانت الاشتباكات في أوجها، دخلت إسرائيل على خط الأزمة، عبر ضربات جوية استهدفت مواقع للقوات السورية، في ما وصفته بـ"الدفاع عن الأقليات الدرزية في الجولان وجنوب سوريا".


🧨 اشتباكات طاحنة تهز السويداء

بدأت الاشتباكات صباح السبت 13 يوليو 2025، إثر توتر متصاعد بين مجموعات درزية محلية ومسلحين من عشائر البدو، لتتوسع المواجهات بدخول قوات حكومية تابعة لوزارتي الدفاع والداخلية على الخط.

بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن الحصيلة حتى منتصف يوليو بلغت:

  • 248 قتيلاً، بينهم:

    • 92 درزيًا، منهم 28 مدنيًا.

    • 138 عنصرًا من قوات النظام.

    • 18 مقاتلًا من عشائر البدو.

  • توثيق إعدامات ميدانية لـ21 مدنيًا درزيًا، بينهم نساء، نفذتها قوات حكومية في مضافات عشائرية وسط المدينة.

ووفق المرصد، تم توثيق مقاطع فيديو تظهر عمليات الإعدام، وسط اتهامات لـ"القوى الأمنية والعسكرية بارتكاب جرائم حرب".


🏚️ مدينة منكوبة: دمار ونزوح وغياب للخدمات

مبانٍ مدمرة، مستشفيات مقصوفة، وكهرباء مقطوعة. هكذا وصفت تقارير ميدانية حال السويداء، التي تعرضت لأيام من القصف بالمدفعية وقذائف الهاون. كما تم الإبلاغ عن سرقات لمنازل ومحال تجارية، إلى جانب نزوح جماعي للمدنيين باتجاه القرى والريف.

مركز السويداء بدا خاليًا في كثير من الأوقات، مع إغلاق تام للمحال والأسواق، وتوقف الخدمات الأساسية.


✈️ تدخل إسرائيلي مفاجئ: "لحماية الأقليات"

في تطور لافت، شنت الطائرات الإسرائيلية عدة غارات جوية في 14 و15 يوليو، استهدفت آليات ومدرعات تابعة للنظام السوري كانت متجهة من حمص وحماة نحو الجنوب. وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس إن الضربات جاءت "لحماية إخواننا الدروز في السويداء من مجازر محققة"، محذرًا النظام السوري من "التمادي في العنف الطائفي".

الغارات أسفرت عن:

  • تدمير 3 آليات عسكرية.

  • مقتل ما لا يقل عن 10 عناصر من الجيش السوري.

وأثارت هذه الضربات قلقًا في دمشق، حيث اعتبرتها "انتهاكًا للسيادة"، بينما رحب بها ناشطون دروز، واعتبروها "رسالة ردع موجهة للنظام".


🕊️ وقف إطلاق نار هش

عقب تصاعد القتال، توصلت الفصائل المحلية والجهات الحكومية إلى اتفاق لوقف إطلاق النار دخل حيز التنفيذ مساء 15 يوليو. وشمل الاتفاق:

  • انسحاب القوات الحكومية من وسط المدينة.

  • نشر قوات محلية لحفظ الأمن.

  • التزام بفتح تحقيق في جرائم الإعدام.

لكن هذا الاتفاق لا يزال هشًا، وسط غياب أي ضمانات دولية، وتخوف الأهالي من تجدد القتال أو عمليات انتقامية.


📢 ردود فعل دولية ومحلية

  • واشنطن أعربت عن "قلق بالغ" وطالبت بـ"محاسبة المتورطين في الانتهاكات".

  • الزعيم الدرزي اللبناني وليد جنبلاط دعا المجتمع الدولي إلى "حماية دروز سوريا من الإبادة".

  • الحكومة السورية نفت مسؤوليتها عن الإعدامات، متهمة "عناصر مندسة" بإثارة الفتنة.

  • المعارضة السورية طالبت بتحقيق دولي عاجل واعتبرت المجازر الأخيرة "وصمة عار على جبين المجتمع الدولي".


🔎 قراءة في المشهد

ما يجري في السويداء لا يمكن فصله عن السياق الأوسع للمعركة على النفوذ في الجنوب السوري، حيث تتقاطع مصالح النظام، الفصائل، العشائر، وإسرائيل. ويتوقع مراقبون أن تتكرر المواجهات في حال لم يتم تفكيك أسباب التوتر المتراكمة، وعلى رأسها:

  • التهميش السياسي والاجتماعي.

  • الفوضى الأمنية.

  • التجاذب الإقليمي والدولي.


📝  تشير أحداث السويداء إلى عودة خطيرة للعنف الطائفي في الجنوب السوري، بعد سنوات من الهدوء النسبي. وبينما تشكل التدخلات الخارجية، خصوصًا الإسرائيلية، عاملاً إضافيًا في تعقيد الأزمة، يبقى المدنيون هم الضحية الأولى في حرب لا هوادة فيها.

Post a Comment

أحدث أقدم

exoclick

exoclick