مراد/ ک
🇵🇸 غزة, تاريخ النشر: 18 أكتوبر 2025
مع دخول وقف إطلاق النار الهش بين إسرائيل وحماس حيّز التنفيذ، تتجه الأنظار نحو مستقبل قطاع غزة وإمكانية إعادة إعماره بعد حرب مدمّرة استمرت عامين. وبينما يتحدث العالم عن إعادة البناء، تشير تقديرات الخبراء إلى أن المهمة قد تستغرق عقودًا لا سنوات، في ظل دمار غير مسبوق وتحديات مالية وإنسانية هائلة.
قال هادي عمرو، الخبير في معهد بروكينغز والممثل الأمريكي السابق للشؤون الفلسطينية (2022-2025)، في حديث لشبكة ABC News:
"لا أعتقد أن هناك أي مقارنة حديثة بما سيحدث في قطاع غزة حاليًا. إن مستوى الدمار والخراب هائل للغاية."
ووفقًا لتقارير الأمم المتحدة، فإن حوالي 83% من المباني في مدينة غزة تضررت حتى 23 سبتمبر/أيلول 2025، بينما دُمر نحو 40% منها بالكامل، بحسب بيانات مركز الأمم المتحدة للأقمار الصناعية.
من جانبه، قال جاكو سيليرز، المسؤول في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP)، في مؤتمر صحفي الثلاثاء، إن البرنامج أزال بالفعل 81 ألف طن من الأنقاض ويواصل العمل بوتيرة متسارعة رغم التحديات. وأضاف أن فرق العمل تواجه صعوبات هائلة بسبب نقص المعدات والوقود والظروف الأمنية.
أما عن التمويل، فلا تزال الأسئلة مفتوحة حول من سيتحمل تكاليف إعادة الإعمار، المقدرة بنحو 70 مليار دولار، وفقًا لتقديرات الخبراء. وأكد عمرو أن مركز التنسيق الذي تقوده الولايات المتحدة للإشراف على إعادة إعمار غزة "سيبدأ عمله في الأيام المقبلة"، لكنه شدد على أن حجم الدمار "يتجاوز كل التجارب الحديثة في العالم".
وفي سياق متصل، حذرت منى يعقوبيان، مديرة برنامج الشرق الأوسط في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية (CSIS)، من أن عملية إعادة الإعمار ستتطلب "كميات هائلة من المعدات والإمدادات"، مشيرة إلى أن "الأنقاض تخفي تحتها ضحايا وجثثًا لا تزال بحاجة إلى استخراجها".
وأضافت يعقوبيان أن عملية إعادة بناء البنية التحتية الأساسية — من مدارس ومستشفيات وشبكات مياه وكهرباء — ستكون "أكثر تعقيدًا من أي وقت مضى"، نظرًا لأن معظم المرافق الحيوية دُمّرت بالكامل خلال العمليات العسكرية الإسرائيلية.
وقد واجهت إسرائيل انتقادات وإدانات دولية واسعة بسبب استهدافها المكثف للمناطق المدنية، إذ أقرت الجمعية الدولية لعلماء الإبادة الجماعية في سبتمبر/أيلول بأن "سياسات وأفعال إسرائيل في غزة تفي بالتعريف القانوني للإبادة الجماعية"، وفقًا لاتفاقية الأمم المتحدة لعام 1948.
من جانبها، نفت إسرائيل هذه الاتهامات، مؤكدة أن عملياتها العسكرية كانت "ضد أهداف تابعة لحماس"، وأنها وافقت بموجب اتفاق الهدنة على زيادة تدفق المساعدات الإنسانية إلى القطاع.
ويحذر الخبراء من أن الجانب الإنساني سيبقى الأزمة الأكبر، إذ يواجه سكان غزة صعوبات يومية في تأمين الغذاء والماء والمأوى، فيما تستمر الجهود الأممية لإزالة الركام وفتح الطرق أمام فرق الإغاثة.
وفي ختام حديثه، قال هادي عمرو:
"تخيل أن ليس منزلك فقط هو الذي دُمّر، بل المبنى الذي تعيش فيه، وحيّك، و80 إلى 90% من العالم الذي يمكنك الوصول إليه. سيكون من الصعب للغاية على الناس مجرد البقاء على قيد الحياة أثناء عملية إعادة الإعمار."

