مراد/ ک, الخميس:16 ٱكتوبر 2025
بعد أكثر من عامين من الحرب المدمّرة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، عاد عشرات الآلاف من الفلسطينيين إلى قطاع غزة هذا الأسبوع وسط أجواء من الفرح الممزوجة بالصدمة، عقب اتفاق وقف إطلاق النار التاريخي الذي تم التوصل إليه يوم الاثنين بوساطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
فقد شهدت المعابر الحدودية حركة كثيفة مع عودة السكان النازحين وقرابة 2000 أسير فلسطيني أُفرج عنهم من السجون الإسرائيلية، في حين أطلقت حركة حماس سراح آخر عشرين رهينة إسرائيليًا على قيد الحياة في إطار الاتفاق نفسه.
لكن فرحة العودة سرعان ما تلاشت أمام مشاهد الدمار الهائل الذي غيّر ملامح المدن والأحياء. يقول فرحان، أحد الأسرى المفرج عنهم حديثًا، وهو يقيم في خيمة مؤقتة بخان يونس:
"بالطبع كنت سعيدًا بخروجي من السجن، لكنني لم أكن سعيدًا بالعودة إلى حياة التشرد دون مأوى أو أمان أو ضروريات للعيش."
قضى فرحان 20 شهرًا في السجون الإسرائيلية بينما كانت الحرب تشتعل في الخارج. ويضيف:
"كنا معزولين تمامًا عن العالم، لم نعرف ما يحدث إلا بعد الإفراج عنا. لم أتخيل أنني سأعود لأرى مدينتي بهذا الشكل من الخراب."
وفي مشهد مماثل، عبّر المصور الصحفي الفلسطيني شادي أبو سيدو عن صدمته من حجم الدمار الذي لحق بمدينته بعد اعتقاله في مارس/آذار 2024، قائلاً:
"غزة التي عرفناها لم تعد موجودة. الشوارع، المنازل، وحتى الأماكن التي كنا نصور فيها… كلها تحولت إلى أنقاض."
تقدّر مصادر محلية أن أكثر من 70% من البنية التحتية في القطاع تضررت بفعل القصف المتواصل خلال العامين الماضيين، فيما تواجه وكالات الإغاثة الدولية تحديات هائلة في توفير المأوى والمساعدات لعشرات الآلاف من العائدين.
وبينما يأمل الفلسطينيون أن يصمد وقف إطلاق النار هذه المرة، فإن واقع الحياة في غزة يشير إلى أن رحلة إعادة الإعمار وإعادة الحياة إلى طبيعتها ستكون طويلة وشاقة.
