مراد/ ک, الخميس 27 نوفمبر 2025
شاركت رئيسة اللجنة الوطنية للانتقال إلى الجامعة من الجيل الرابع ونائب مدير جامعة سطيف 2 للعلاقات الخارجية والتعاون، البروفيسور نوال عبد اللطيف مامي، في أشغال اللقاء الرفيع المستوى الذي احتضنته مدينة برشلونة الإسبانية أمس الأربعاء، والذي يُعدّ المحطة الثالثة والأخيرة ضمن سلسلة اللقاءات التحضيرية المخصّصة لبحث مستقبل التعليم العالي والبحث العلمي في دول حوض البحر الأبيض المتوسط.
ويأتي هذا الاجتماع قبيل الإعلان الرسمي عن “الميثاق من أجل المتوسط” المرتقب يوم 28 نوفمبر 2025، حيث شكّل خطوة مفصلية في استكمال وصقل النسخة النهائية للوثيقة التي ينتظر أن تكون إطاراً استراتيجياً لتعزيز التعاون الأكاديمي والعلمي بين دول المنطقة.
وقد ركّز اللقاء النهائي على مراجعة المحاور الجوهرية للميثاق، وعلى رأسها تطوير التعليم العالي في الفضاء المتوسطي وتعزيز الانسجام بين الأنظمة الجامعية، بما يسهّل تبادل الخبرات، وضمان مسارات تكوين متكاملة. كما أولت المناقشات أهمية كبيرة لمسألة إدماج أخلاقيات الذكاء الاصطناعي في المؤسسات الجامعية والبحثية، تأكيداً على ضرورة التحول الرقمي المسؤول، الذي يراعي القيم الإنسانية ويحافظ على جودة البحث العلمي.
وشكّل تمكين الشباب محوراً بارزاً في هذه المداولات، حيث تم التأكيد على إشراكهم بوصفهم فاعلين أساسيين في المنظومة التعليمية الجديدة، بما ينسجم مع تطلعات الأجيال القادمة ومتطلبات عالم يقوم على المهارات الرقمية والابتكار والمعرفة.
وتندرج مشاركة البروفيسور مامي في هذا الحدث ضمن التزام الجزائر القوي بالعمل الإقليمي المشترك، وسعيها إلى تعزيز مكانة الجامعة الجزائرية في محيطها المتوسطي. كما تعكس هذه المشاركة جهود الجزائر الوطنية في ترسيخ الحوكمة الرشيدة، الرقمنة، والابتكار كمرتكزات أساسية للانتقال نحو جامعة من الجيل الرابع، القادرة على مواكبة التحولات العالمية وتسخير التكنولوجيا لخدمة التنمية.
وتؤكد هذه الخطوات المتقدمة رغبة الجزائر في الإسهام الفعّال في صياغة مستقبل التعليم العالي في المنطقة، وبناء فضاء جامعي متوسطي أكثر انسجاماً وتكاملاً، يضع الطالب والباحث في قلب عملية التغيير ويمنحهم الأدوات اللازمة لمواجهة تحديات الغد.
